Press "Enter" to skip to content

نظم المعلومات الجغرافية وإدارة الازمات…أزمة كورونا مثالا / الجزء الثاني

SiteAdmin 0
4.3
(7)

استعرضنا في الجزء الأول من المقال التعريف بالأزمة بشكل عام وعناصرها ومن ثم التركيز على وباء كورونا كأزمة صحية وكيف تم التعامل معها وادارتها وتوقفنا عند المرحلة الثانية من إدارة الازمة والتي هي مرحلة الاستعداد . في هذا المقال سنتكمل المرحلة الثالثة والتي هي الاستجابة والمرحلة الرابعة التعافي.

المرحلة الثالثة: الاستجابة response : وهي تنفيذ الخطط والاستراتيجيات التي تم اعدادها في مرحلة الاستعداد. تجدر الإشارة إلى أن أهم عاملين في التعامل مع اغلب الازمات وخصوصا الازمات الصحية هو عاملي: الوقت والمكان والتي هي أيضا المكون الأساسي لنظم المعلومات الجغرافية. لذا فإن الـ GIS لفترة طويلة يُستخدم في إدارة الازمات ومنها علم الوبئة ومراقبة الامراض وانتشارها .
الازمة تعتمد على الوقت والمكان من حيث وقت حدوثها و فترة انتشارها وذروتها وموقعها و حدودها الجغرافية ومواقع تركز البؤر . لذا افضل طريقة لفهم انتشار أزمة كورونا هو ضمن السياق الجغرافي والوقت (الزمني). بناء على هذا فإن العديد من الدول ادركت أهمية وجوب معرفة الاسئلة التالية:
– اين الوباء ينمو وينتشر؟
– أين السكان المعرضين لأكثر خطورة؟
– اين المستشفيات والخدمات الطبية التي يمكن ان تقدم العلاج والرعاية النوعية؟
– أين المواقع والمناطق التي تحتاج اكثر الى نشر الموارد والخدمات؟

لذا معرفة إجابة الأسئلة أعلاه والتي تبدأ “بأين” سوف يدعم اتخاذ القرارات بشكل أفضل.
التقنيات الجيو-مكانية تجلب مهارات تحليلية وتصورية تساعد المستجيبين وصانعي القرار لتصور اين الوباء يتنشر بشكل اكبر وبشكل اسرع والذي يجعل القرارات الهامة تحدد “أين” الاستجابة واحتياجات الموارد تتطلب ان تتركز بشكل أكبر.
يعد حدث COVID-19 مثالًا جيدا يوضح مدى فعالية نظم المعلومات الجغرافية عندما تتوفر بيانات قوية. بيانات الحالات يمكن ان تجمع عند مستوى جغرافي معين مثل حي او مدينة او منطقة ومن ثم استخدام البيانات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية لتفسير العوامل المؤدية الى الاختلاف والتباين في انتشار الوباء في مناطق دون الأخرى حتى يمكن معالجتها. صناع القرار بإمكانهم الاستفادة من الخرائط وجداول لوحات التحكم لتعزيز قوة “اين” عن طريق دمج هذه البيانات للتحليلات.
استخدام الـGIS في إدارة الطواري والاستجابة Response يشتمل على التالي:
• انشاء خرائط المخاطر من الوباء
• التعرف وتتبع وتحليل حالات الإصابة بكوفيد 19 ومراقبة انتشاره الجغرافي
• تتبع مواقع الدعم والمساندة سواء الصحية (مستشفيات ومراكز اختبارات ومجاجر صحية للعزل) او امنية لفرض منع التجول والتجمعات
• انشاء خرائط للبنية التحتية والتي من شأنها تساعد في معرفة الاستعداد والاستجابة والتعافي من الازمة
• انشاء قواعد بيانات للسكان والاعمال والبنية والخدمات والتي يمكن استخدامها في تنفيذا الخطط
• تحديد مواقع تمركز الجهات الصحية والأمنية المساندة للاستجابة السريعة لأكبر قدر ممكن من الناس
• التعرف على الساكنين الأكثر عرضة للإصابة بالوباء من ناحية العمر والدخل وغيرها من العوامل
• متابعة الخدمات المساندة من المواد الغذائية والطبية في الصيدليات وتوزيعا بشكل يخدم الاحياء من ناحية عدد السكان

يتضمن الاستجابة لكوفيد19 انشاء مجموعة من الخرائط والتطبيقات والتي من الممكن ان تُستخدم بواسطة وزارة الصحة وغيرها من جهات الاستجابة الطارئة لفهم الأثر لكوفيد 19 ومشاركة المسوؤلين المعلومات عن الوباء ومع المجتمع. الخرائط ونظم الجغرافية تقدم رؤية قيمة لمساعدة المنظمات للاستجابة للطواريء والمحافظة على استمرارية الاعمال, ودعم عمليات الفتح بعد الاغلاق. الخرائط والتحليلات تقدم اطار عام كمرجعية لدمج كل أنواع البيانات المناسبة. الخرائط يمكن ان تقدم مساعدة افضل للتصور افضل وفهم للاستجابة للتخطيط لصناع القرار في بيئة متغيرة بشكل كبير. للمحافظة على عمليات السيطرة على الوباء لابد من استخدام ذكاء الموقع والذي يقدم من خلال رؤية مباشرة من خلال الوقت الحقيقي عن اثر الوباء على قوة العمل وقطاع الاعمال والتسهيلات والخدمات. ذكاء الموقع يساعد متخذي القرار لتقدير الموارد لجعل هذه المؤسسات والمنظمات تستمر في العمل.
من اهم اثار كورونا هو توقف الأنشطة الحيوية والذي قد يؤثر على الاقتصاد على مستوى الفرد والدولة هذا غير اثاره الاجتماعية الكبيرة. لذا التحدي هو السيطرة على الوباء بأسرع وقت مع ضمان رجوع الاعمال الضرورية بالتدرج. يمكن عن طريق الـGIS التخلي عن فرضية الحظر الكلي لجميع المناطق بحيث يكون العزل وإيقاف للأنشطة محدد وموجه لمناطق معينه كما يمكن كذلك مراقبة التزام الناس بالتباعد الاجتماعي باستخدام وسائل الاتصال.

المرحلة الرابعة : التعافي Recovery :
وهي مرحلة عودة الحياة الى طبيعتها . في هذه المرحلة المهمة يمكن ان يقدم GIS طرق تعتمد على الموقع للتحكم ومعرفة مؤشرات الفتح والاغلاق وذلك لضمان سلامة المجتمع في تحركاتهم. يمكن استخدام الخرائط المباشرة لفهم الاهتمامات وتنفيذ الأنظمة والتي تحتوي بيانات حاسمة وانشطة وبرامج.
مما سبق في شرح دور الـ GIS في مراحل إدارة الازمة يتضح أنه مهم وذو فائدة كبيرة في كل مراحل إدارة الازمات والطوارئ . تظهر أهمية الـGIS في الاطار الذي يعمل به وهي جمع وإدارة وتحليل البيانات. دمج الـGIS في الاستجابة للكوارث طور وحسن التخطيط, لأوقات الاستجابة, فعالية التعاون بين الجهات والتواصل فيما بينها خلال الظروف المستجدة والتحديات اثناء الازمة. الازمات التي تغطي مساحات جغرافية كبيرة تتطلب قدر كبير من المعلومات الجيو-مكانية لمعرفة المناطق الأكثر تأثرا , البنية التحتية واستعداداتها, الموارد المطلوبة لذلك استخدام الـGIS من قبل المنظمات أعطاها فعالية وكفاءة عالية.
في الختام هذه المهام والفوائد التي يمكن ان يقدمها نظم المعلومات الجغرافية تواجه العديد من التحديات والتي قد تحد من تطبيق نظم المعلومات الجغرافية في إدارة الازمة مثل توفر البيانات ودقتها . بدون بيانات دقيقة لا يمكن للبرامج أن تقدم نتائج وتنبؤات دقيقة للأزمة والوباء. لهذا اكبر تحدي هو ضعف البيانات الحالية وعدم كافيتها. عليه من المهم دعم جمع البيانات وتحسين دقتها من اجل ان تكون لها فاعلية في العمليات التحليلية المكانية والاحصائية. أخيرا هذا المقال استعرض مراحل إدارة الأزمة وتحديدا أزمة كورونا وكيف يمكن لتقنيات نظم المعلومات الجغرافية أن تساعد على إدارة الازمة بنجاح وكفاءة عالية.

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على النجمة للتقييم !

متوسط التقييمات 4.3 / 5. عدد التقييمات: 7

لا توجد تقييمات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *