تعتبر إدارة المشاريع في نظم المعلومات الجغرافية (GIS) من العوامل الحاسمة لتحقيق الفعالية والعائد على الاستثمار. يمكن أن تصل تكاليف التشغيل والصيانة السنوية لنظام المعلومات الجغرافية النموذجي إلى 50% من الميزانية الإجمالية للمنظمة. ومع ذلك، فإن فعالية وعائد الاستثمار في نظم المعلومات الجغرافية يمكن أن يختلف بشكل كبير بين الجهات والمنظمات.
أظهرت دراسة حديثة أجريت على أكثر من اثنتي عشرة منظمة أن متوسط عائد الاستثمار السنوي لنظم المعلومات الجغرافية بلغ 376%، ولكنه تراوح من أكثر من 1600% إلى خسارة تصل إلى 11%. على الرغم من أن جميع هذه المنظمات تمتلك موارد مماثلة، فإن الاختلاف الدراماتيكي في نتائج الأداء يعود بشكل أساسي إلى الجوانب الإدارية.
أولا العوامل المؤثرة في نجاح مشاريع نظم المعلومات الجغرافية:
الكفاءة في إدارة نظم المعلومات الجغرافية، جنبًا إلى جنب مع الكفاءة التشغيلية، تعتبر من العوامل الرئيسية لضمان أقصى قدر من الفعالية والعائد على الاستثمار لأي منظمة. هناك العديد من الجوانب المهمة التي ليست مرتبطة مباشرة بعملية نظم المعلومات الجغرافية نفسها ولكنها ضرورية لنجاح المشروع:
1. إدارة المشروع:
o التخطيط: تحديد نطاق المشروع، الأهداف، الجدول الزمني، والموارد.
o التنسيق: ضمان توافق جميع أعضاء الفريق وتوزيع المهام بشكل فعال.
o إدارة الميزانية: إدارة الجوانب المالية، بما في ذلك التمويل، تقدير التكاليف، وتتبع الميزانية.
2. خصائص فريق العمل:
o التعاون: التواصل الفعال والعمل الجماعي بين المتخصصين في نظم المعلومات الجغرافية، محللي البيانات، المطورين، وأصحاب المصلحة الآخرين.
o التدريب: توفير التدريب اللازم وتطوير المهارات لأعضاء الفريق للبقاء مجهزين بأحدث الأدوات والتقنيات.
3. مشاركة أصحاب المصلحة:
o جمع المتطلبات: فهم احتياجات وتوقعات أصحاب المصلحة، بما في ذلك العملاء، المستخدمين النهائيين، والهيئات التنظيمية.
o دورات التغذية الراجعة: جمع وتضمين التغذية الراجعة بانتظام لضمان تلبية المشروع لتوقعات أصحاب المصلحة.
4. الاعتبارات القانونية والأخلاقية:
o خصوصية البيانات: ضمان الامتثال للوائح حماية البيانات وحماية المعلومات الحساسة.
o الاستخدام الأخلاقي: التأكد من استخدام البيانات والتحليل بشكل أخلاقي ومسؤول.
5. البنية التحتية والدعم التقني:
o الأجهزة والبرمجيات: إعداد وصيانة البنية التحتية اللازمة من الأجهزة والبرمجيات.
o الدعم التقني: تقديم الدعم الفني لحل أي مشكلات تنشأ أثناء المشروع.
6. التسويق والاتصال:
o الترويج: خلق الوعي حول المشروع من خلال استراتيجيات التسويق والاتصال.
o التقارير: إعداد التقارير والعروض التقديمية لتوصيل تقدم المشروع ونتائجه لأصحاب المصلحة.
7. التحسين المستمر:
o التقييم: تقييم نجاح المشروع وتحديد مجالات التحسين.
o التعلم: توثيق الدروس المستفادة وأفضل الممارسات للمشاريع المستقبلية.
ثانيا أسباب تعثر بعض مشاريع نظم المعلومات الجغرافية:
يمكن القول بأن من أهم سبب في تعثر أو ضعف بعض مشاريع نظم المعلومات الجغرافية :
• عدم توفر البيانات الكافية
• عدم كفاءة من يتولى إدارة هذه المشاريع
• ضعف الميزانيات المخصصة لها
لحسن الحظ، إدارة مشاريع نظم المعلومات الجغرافية لا تتطلب خبيرًا في علم الإدارة. فعندما يكون المدير فاهماً لكيفية عمل منظمته أو شركته، يمكنه من خلال معرفته بالإجراءات الإدارية وحدود المسؤولية وقنوات الاتصال أن يحقق أهداف مشروع نظم المعلومات الجغرافية. فعملية ادارة المشاريع تعتمد بشكل كبير على مدير المشروع. لذا كمدير لأي مشروع في نظم المعلومات الجغرافية، يجب أولاً أن يكون لديه فهم واضح لنطاق المشروع وأهدافه، والذي يتضمن:
• ما هي المشكلة أو السؤال الذي يهدف المشروع لحله أو الإجابة عليه؟
• ما هي النتائج المتوقعة وما هي المخرجات؟
• كيف سيتم تقييمه وما هي المؤشرات التي تقيس تحقيقه لأهدافه؟
تحديد هذه العناصر بشكل دقيق سيساعد في اختيار الأدوات والطرق الصحيحة لتنفيذه، كما أنه يضمن بإذن الله تنفيذه وفق الوقت المحدد والموارد المتاحة.
ثالثا دور مدير نظم المعلومات الجغرافية في نجاح ادارة المشروع:
من المتطلبات الأساسية لمدير نظم المعلومات الجغرافية أن يكون لديه معرفة عن النظريات الجغرافية، جمع البيانات، التحليل المكاني، وإنشاء قواعد البيانات الجغرافية وإخراج النتائج. كل ما سبق لا يتطلب أن يكون خبيرًا في كل جزء، بل هو سيدير الفريق الذي يعمل لإنجاز هذه المهام.
كما ذكرنا في بداية المقال أنه تفشل بعض مشاريع نظم المعلومات الجغرافية بسبب سوء إدارتها. للأسف، يلاحظ أن التقني المتميز في GIS يدفع رؤساءه لمكافأته بترقيته ونقله من العمل التقني الذي يجيده إلى الإدارة والقيادة، فيتحول من شخص بارع في تخصصه إلى شخص يفتقد إلى أبسط مهارات القيادة. حيث يكون تركيزه في المشروع على إرثه السابق التقني ويهمل الجوانب الأخرى من المشروع وفريق العمل، حيث يتورط في الاجتماعات والميزانيات وإدارة المشروع .إدارة المشروع تتطلب التركيز على حدود المشروع، ميزانية المشروع، تطوير سير العمل، والتأكد من أن كل شخص يعرف دوره.
خاتمة:
نجاح مشاريع GIS يتطلب أكثر من مجرد التقنيات. فهو يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وفريق عمل مؤهل، ومشاركة فعالة من جميع الأطراف المعنية. من خلال معالجة التحديات التي تواجه مشاريع GIS وتطبيق أفضل الممارسات، يمكن للمؤسسات تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية القوية.