مع التسارع التقني و اطلاق أدوات جديدة بشكل مستمر ومذهل في مجال نظم المعلومات الجغرافية يبقى التساؤل لدى كل مهتم:
• ما هو الجديد في هذه الأدوات ؟
• هل يجب علي كمتخصص أن اتعلم كل جديد تم اصداره؟
• هل يجب علي التخلص من الأدوات التي تعلمتها ؟
• ما لذي يجعل هذا الموظف يتميز عن غيره من الموظفين؟
الكثير من المختصين التقنيين ومنهم مختصي الـGIS يمر بحالة تشتت و قلق تجعله لا يستقر ولا يهدأ وبالتالي لا يتعلم. فتجده من اداة الى اداة فلا هو الذي تعلم ولا هو الذي طبق ومارس. هذا المقال سنحاول معالجة هذا الامر من خلال استعراض المهارات الأساسية والأساليب التي ممكن يركز عليها المختص ومنها يبدأ في تطوير مهاراته والتعرف على التقنيات الحديثة بما يتناسب مع أهدافه والمهام الوظيفية الحالية والمستقبلية وفق متطلبات كل مرحله من المراحل التي يمر بها تطبيق اي نظام معلومات جغرافي.
أولاً: قبل تعلم أي أداة ينبغي عليك أن تفهم المكان:
ماذا يعني الموقع الجغرافي؟ وكيف يتم تحديده؟ وما هو المحيط به والعلاقات المكانية؟
كما يجب أن يكون لدى المتخصص فهم واضح للمفاهيم الجغرافية مثل المساقط الجغرافية ، الأنظمة الإحداثية، طبيعة انواع البيانات المكانية والتحليل المكاني.
ثانياً: نظم المعلومات الجغرافية هي أداة حل المشكلات لذا تعلم كيف تحدد المشكلة المتعلقة بالمكان وهذا يتطلب ان يكون لديك مهارة التفكير المكاني لمساعدتك في تحديد هل المشكلة حدثت بالفعل؟ من خلال تحديد المشكلة سيساعدك في تحديد الأهداف التحليلية التي سيتم الحصول منها على نتائج ذات معنى. لذا تعلم منهجيات وطرق حل المشكلات.
ثالثاً: بعد ان تكتشف المشكلة وتحددها اجمع البيانات المكانية والوصفية التي تساعدك في حل المشكلة:
وهذا يتطلب الإلمام بكيفية الحصول على البيانات من مصادر مختلفة مثل صور الاقمار الصناعية والجوية والخرائط المتاحة. يُفضل معرفة جيدة في كيفية استيراد البيانات من قواعد البيانات المكانية في الخوادم او التخزين السحابي.
رابعاً: بعد عملية جمع البيانات يجب ان تكون لديك القدرة على تصميم قواعد البيانات الجغرافية و في معرفة كيفية إدارة البيانات الجغرافية، بما في ذلك التحديث والتحقق من صحتها والقدرة على تحويل البيانات من تنسيقات مختلفة إلى تنسيق موحد وقابل للاستخدام في GIS.
خامساً: بعد تخزين البيانات تبدأ مرحلة معالجتها Processing Data وهذا يتطلب منك القدرة على تخزين البيانات المكانية والوصفية وتنظيمها وتحويلها ودمجها واستخراجها في نموذج مناسب لاستخدامها لاحقاً في عمليات التحليل: مثل عمليات القص والتحويل والإزاحة والدمج والربط وتغيير النوع من اجل تهيئة البيانات للعمليات التحليلية.
سادسا : بعد معالجة البيانات وتهيئتها تنتقل الى عملية التحليل والاستنتاج وهذا يتطلب منك المعرفة بالمهارات التالية:
• رسم الخرائط والتصور Visualization and Mapping والذي يهدف إلى تصوير الأنماط المكانية لأي ظاهرة عن طريق تمثيلها على الخريطة من أجل وصف التوزيع المكاني للأنماط الذي يسمح للمحللين بإجراء تحليلات ٌمتقدمة لتوضيح هذه الأنماط .
• الاستكشاف Exploration من خلال ربط العلاقات المكانية بين الاشياء، تحديد المواقع الساخنة والباردة لأي ظاهرة, معرفة طبيعة التوزيع المكاني للأنماط، اجراء عمليات الاستعلام والاستفسار.
• القدرة على الاستنتاج ويمكن تسميته بمرحله الفهم / :Spatial Modelling and Prediction.
• النمذجة المكانية والتنبؤ: بهدف الى التعرف على العلاقات بين المتغيرات وفهم العوامل التي تولد هذه الأنماط للظاهرة محل الدراسة.
• سابعاً: اخيرا بعد الحصول على النتائج يتطلب الامر اخراج وعرض المعلومات والذي يتطلب ان يكون لديك المهارات عرض المعلومات والنتائج على شكل خرائط او رسوم بيانية او جداول او لوحات معلومات Dashboard.
• يتطلب نظم المعلومات الجغرافية احيانا القدرة على البرمجة وتطوير التطبيقات من خلال معرفة لغات برمجة GIS مثل Python وR و القدرة على تطوير أدوات إضافية لتخصيص GIS. كما ان من المهارات المتقدمة القدرة على بناء تطبيقات GIS مخصصة لتلبية احتياجات المستخدمين
ختاماً: في وقتنا الحالي مع التسارع المذهل ، أصبحت نظم المعلومات الجغرافية أداة أساسية للعديد من المجالات ابتداءً من التخطيط العمراني إلى إدارة الازمات . لذا من المهم اكتساب المهارات التي تجعل متخصصو الـGIS قادرين على تحويل البيانات الجغرافية إلى معلومات قيمة تدعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية. خصوصاً مع التطور التقني من المتوقع أن يشهد مجال الـ GIS المزيد من الابتكارات، مما يفتح آفاقً واسعة أمام الخريجين في هذا المجال. تجدر الاشارة الى إن مختصي نظم المعلومات الجغرافية ليسوا مجرد محللي بيانات، بل هم مستكشفين يسبرون اعماق البيانات ليجدوا كنوزا مخفيه فيها. فكل خريطة جديدة، وكل تحليل جديد، يكشف عن جوانب جديدة لعالمنا.